إدراج موقعي “مليحة الأثري” و”حصن وفلج الذيد” على اللائحة النهائية لتراث العالم الإسلامي

في إنجاز ثقافي جديد لإمارة الشارقة ودورها التاريخي المتميز، أضافت لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، موقعي “مليحة الأثري” و”حصن وفلج الذيد” إلى لائحة التراث في العالم الإسلامي.

الحفاظ على مواقع التراث الثقافي المادي لإمارة الشارقة ومشاركته مع العالم

وكانت هيئة الشارقة للآثار قد أنجزت ملف ترشيح متكامل لموقع مليحة الأثري تحت عنوان “مليحة: فترة ما قبل الإسلام في جنوب شرق الجزيرة العربية” تناول الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية للموقع، إضافة للعناصر المعمارية الأثرية التي ظهرت خلال عمليات التنقيب المستمرة، ومقتنياته المكتشفة، وتقارير حالة صونها والحفاظ عليها، حيث يأتي إدراج موقع مليحة الأثري ضمن إطار استراتيجية وخطة الهيئة للحفاظ على مواقع التراث الثقافي المادي للإمارة ومشاركته مع العالم، بإبراز هذه المواقع وتسجيلها على قوائم التراث الدولية للتعريف بها وتحسين عوامل الجذب السياحي لها بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.

شهادة استثنائية لحضارة “مليحة” ودورها في تاريخ البشرية في المنطقة خلال ستة قرون

ويستند إدراج إمارة موقع مليحة الأثري على هذه اللائحة نسبة إلى ما تمثله مدينة مليحة في فترة ما قبل الإسلام من ذروة الحضارة القديمة في هذه المنطقة والتي امتد تأثيرها الثقافي من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى الثالث الميلادي، مما يؤكد القيمة الأثرية الثقافية للمكتشفات المتمثلة باتصالات مليحة الخارجية والدور الحيوي الذي لعبته في تجارة القوافل كونها جزء رئيسي من شبكة التجارة عبر صحراء شبه الجزيرة العربية والتي ربطت بين سواحل المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

ويتمثل هذا الإدراج كإنجاز إضافي لموقع مليحة لما يتمتع به من أهمية أثرية مميزة، كما وأنه قد أُدرج كذلك مطلع هذا العام على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي لليونسكو، حيث بدأت أعمال التنقيبات والأبحاث بدأت فيه على يد فرق محلية منذ السبعينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى إنطلاقة التنقيبات بالتعاون مع البعثة العراقية، تلتها دراسات البعثة الفرنسية في الثمانينيات. منذ العام 2009، ومن ثم  دراسات ميدانية مشتركة مع الفريق البلجيكي.

ترشيح وتسجيل “حصن وفلج الذيد” على لائحة الإيسيسكو

من جانبٍ آخر، تكلل التعاون الناجح بجهود مشتركة بين هيئة تنفيذ المبادرات في إمارة الشارقة “مبادرة” وهيئة الشارقة للآثار لترشيح وتسجيل “حصن وفلج الذيد” على لائحة الإيسيسكو، حيث كانت “مبادرة” قد قامت بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عام 2017 بالتعاون مع “الشارقة للآثار” بترميم مبنى حصن الذيد والفلج وذلك لما في مدينة الذيد من شواهد تاريخية أصيلة ومواقع أثرية لها دلالات على إرث وصفات أهل المنطقة وما شهدته من أحداث.

شاهدًا على التاريخ العريق لمدينة الذيد وأمن وسلامة سكانها وطرق القوافل التجارية

ويأتي إدراج حصن وفلج الذيد لما يمثله نظام الأفلاج والشريعة من أهمية أثرية واقتصادية على مدينة الذيد، حيث يعتبر الفلج أحد أقدم الشواهد الأثرية على الحياة في المدينة ويمتاز بالتقنيات الهندسية القديمة التي تضمن الاستدامة والعدل في استفادة المجتمع المحلي من الموارد المائية وخدمة القوافل التجارية التي كانت تمر على مدينة الذيد لموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين المدن ولوجود العناصر الدفاعية للحماية كحصن الذيد الذي يعتبر شاهدًا على التاريخ العريق للمدينة وأمن وسلامة سكانها وطرق القوافل التجارية.

ارتفاع العدد الإجمالي لمواقع إمارة الشارقة إلى ثلاثة مواقع مدرجة على لائحة التراث في العالم الإسلامي للإيسيسكو

جديرٌ بالذكر أن لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ذات المكانة الدولية العريقة والتي تُعنى بحماية التراث الثقافي والتراث الطبيعي في العالم الإسلامي، أدرجت موقعي مليحة الأثري وحصن وفلج الذيد إلى موقع قلب وحصن الشارقة، الذي أضيف مؤخراً ليرتفع العدد الإجمالي لمواقع إمارة الشارقة إلى ثلاثة مواقع مُدرجة على لائحة التراث في العالم الإسلامي، تتويجاً للجهود المباركة لإمارة الشارقة لحفظ وصون التراث الثقافي المادي للأجيال القادمة.

-إنتهى-

لقد فاتك قراءة